وتصف أم سلمة -رضي الله تعالى عنها- الصورة التطبيقية لترتيل الرسول - ﷺ - (بأن قراءة رسول الله - ﷺ - كانت: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين يعني كلمة كلمة) (١)، وعن ابن أبى مليكة أن بعض أزواج النبي - ﷺ - ولا أعلمها إلا حفصة سئلت عن قراءة رسول الله - ﷺ - فقالت: (إنكم لا تطيقونها قالت: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ تعني الترتيل (٢)، وقد صرح متتبعو سننه بأن الترتيل عادته في قراءته، ويقرنون ذلك بعادته في اعتدال أركانه في الصلاة (٣)، قال ابن حجر-رحمه الله تعالى-:"ومن المعلوم من عادته - ﷺ - ترتيل القراءة، وتعديل الأركان" (٤).
وقد كان ترتيله - ﷺ - للسورة يصيرها أطول من أطول منها، وهو الموافق لقراءة معتدلي قراء المسلمين في هذه الأيام، فقد روى مسلم من حديث حفصة -رضي الله تعالى عنها- أنه - ﷺ - كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها (٥).

(١) سنن البيهقي الكبرى٢/٤٤، مرجع سابق.
(٢) مسند الإمام أحمد بن حنبل ٦/٢٨٦، مرجع سابق.
(٣) وفيه بيان ماهية الترتيل في عرفهم، وأنه ليس التنجيم الزمني.
(٤) فتح الباري شرح صحيح البخاري ٢/٢٧، مرجع سابق.
(٥) صحيح مسلم ٦/٣٣٥٢، مرجع سابق، ولا مكان لما ادعاه ابن حبان -رحمه الله تعالى- أن الركعة الأولى من صلاة الظهر إنما طالت على الثانية بالزيادة في الترتيل فيها مع استواء المقروء فيهما، إذ ما الدليل على استواء المقروء؟وما الدليل على ترتيله في الأولى دون الثانية، مع أن عادته المستمرة هي الترتيل ؟.


الصفحة التالية
Icon