... فحقيقة ترتيل القرآن: "قراءته على ترسل، وتؤدة بتبيين الحروف، وإشباع الحركات حتى يجيء المتلو منه شبيهاً بالثغر المرتل، وهو المفلج المشبه بنور الأقحوان، ولا يهذه هذاً ولا يسرده سرداً، كما قال عمر: شر السير الحقحقة، وشر القراءة الهذرمة، حتى يشبه المتلو في تتابعه الثغر، وقوله - عز وجل - ﴿ تَرْتِيلاً ﴾ تأكيدٌ في إيجاب الأمر به، وأنه ما لابد منه للقارئ" (١)، فليس هذا الأمر تحسينياً في القراءة، بل هو مندرجٌ ضمن الطلب الشرعي.

(١) الكشاف ٤/١٥٢، مرجع سابق، والكلام المنسوب لعمر لم أجده بعد لأيٍ، وإنما ذُكِرَ (شر السير الحقحقة) على لسان الهواتف قبل النبوة، انظر: (الأصبهاني) إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي ت ٥٣٥هـ : دلائل النبوة ٢/١٦٩، تحقيق: محمد محمد الحداد، ١٤٠٩هـ، دار طيبة - الرياض، وجاءت على لسان الحسن البصري، انظر: (ابن المبارك) أبو عبد الله عبد الله بن المبارك ابن واضح المروزي ت ١٨١هـ : كتاب الزهد ص٤٦٨، تحقيق: حبيب الحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية - بيروت.


الصفحة التالية
Icon