وهنا أمرٌ ينبغي التنبه له هو أن الإلقاء إنما يكون للأمر الحسي كالحجر والكلام، وقد يستعار للأمر غير المشاهد كالوسوسة كما في قوله - سبحانه وتعالى - ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ﴾ "الحج/٥٢" (١).
٧- التغني بالقرآن، والجهر به: فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه كان يقول: قال رسول الله - ﷺ - :(لم يأذن الله لشيء ما أذن للنبي يتغنى (٢)
(١) انظر: تحليل هذه الآية في الفصل الخامس، وكان هذا التنبيه حتى لا يُظَنَّ أن الإلقاء معنوي فقط، فيجوز أن يكون إلهاماً.
(٢) قال ابن حجر في الفتح ٩/٧٠، مرجع سابق: "قال ابن الجوزي: اختلفوا في معنى قوله (يتغنى) على أربعة
أقوال: أحدها: تحسين الصوت، والثاني: الاستغناء، والثالث: التحزن، قاله الشافعي، والرابع: التشاغل به، تقول العرب: تغني بالمكان أقام به، وفيه قول آخر حكاه ابن الأنباري في الزاهر قال: المراد التلذذ والاستحلاء له، كما يستلذ أهل الطرب بالغناء، فأطلق عليه تغنياً من حديث ﴿أنه يفعل عنده ما يفعل عند الغناء﴾، وهو كقول لنابغة:
بكاء حمامة تدعو هديلاً مفجعةٍ على فَنَنٍ تغني،
أَطْلَق على صوتها غناءً؛ لأنه يطرب كما يطرب الغناء، وإن لم يكن غناء حقيقة".
(٢) قال ابن حجر في الفتح ٩/٧٠، مرجع سابق: "قال ابن الجوزي: اختلفوا في معنى قوله (يتغنى) على أربعة
أقوال: أحدها: تحسين الصوت، والثاني: الاستغناء، والثالث: التحزن، قاله الشافعي، والرابع: التشاغل به، تقول العرب: تغني بالمكان أقام به، وفيه قول آخر حكاه ابن الأنباري في الزاهر قال: المراد التلذذ والاستحلاء له، كما يستلذ أهل الطرب بالغناء، فأطلق عليه تغنياً من حديث ﴿أنه يفعل عنده ما يفعل عند الغناء﴾، وهو كقول لنابغة:
بكاء حمامة تدعو هديلاً مفجعةٍ على فَنَنٍ تغني،
أَطْلَق على صوتها غناءً؛ لأنه يطرب كما يطرب الغناء، وإن لم يكن غناء حقيقة".