قال السيوطي: " قال النووي: معناه عند الشافعي وأصحابه وأكثر العلماء من الطوائف وأصحاب الفنون: تحسين صوته به، والصحيح أنه من تحسين الصوت ويؤيده الرواية الأخرى يتغنى بالقرآن يجهر به" (١).
وقال السندي:"يتغنى بالقرآن: أي يحسن صوته به حال قراءته أو هو الجهر، وقوله (يجهر به) تفسير له أو يلين، ويرقق صوته ليجلب به إلى نفسه والى السامعين الحزن والبكاء، وينقطع به عن الخلق إلى الخالق جل وعلا " (٢).
وواضحٌ أن هذه مرتبة فوق مرتبة الترتيل....
٨- الترجيع في القرآن: هو تقارب ضروب الحركات في القراءة، وأصله الترديد، وترجيع الصوت: ترديده في الحلق (٣).
والصورة التطبيقية لذلك: ما رواه معاوية بن قرة عن عبد الله بن المغفل المزني - رضي الله عنه - قال: رأيت رسول الله - ﷺ - يوم الفتح على ناقة له يقرأ سورة الفتح أو من سورة الفتح - قال -: فرجع فيها، قال: ثم قرأ معاوية يحكي قراءة ابن مغفل، وقال: لولا أن يجتمع الناس عليكم لرجعت كما رجع ابن مغفل يحكي النبي - ﷺ - فقلت لمعاوية كيف كان ترجيعه قال آ آ آ ثلاث مرات (٤).
(٢) حاشية السندي على النسائي ١/ ١٨٠، مرجع سابق.
(٣) فتح الباري ٩/٩٢، مرجع سابق.
(٤) صحيح البخاري ٦/٢٧٤٢، مرجع سابق.