وهذه، وما سبقها توطئةٌ لإثبات ما هو عند المسلمين بَدَهي من أن هيئة قراءة القرآن صفةٌ ذاتيةٌ للفظ، وليست صفةً عارضة، أو أمراً تتميمياً (١)،

(١) فتبيين الحروف هو ما يعبر عنه علماء التجويد بقولهم: إخراج الحرف من مخرجه مع إعطائه حقه ومستحقه، إذ منعه من الصفات الذاتية إعدامٌ لذاته، كمن أراد إخراج الدال غير مجهورةٍ فهو مُخْرِجُها تاءً، ومنعه من الصفات العارضة هضمٌ له وعدم بيانٍ لحقيقته، وإزراءٍ به يستنكره أهل اللغة كإنسانٍ بدون ساترٍ له من ملبس، والإعراب النحوي من صفاته العارضة، فهذا هو المقياس في دحر فكر من توسوس له نفسه التهاون في صفات الحروف العارضة، ومن هاهنا يمكن إرساء قاعدة قوية في منع التطوير المزعوم في الأصوات اللغوية العربية، وذلك لوجوب التزام بيان الحرف في القرآن الكريم على ما تلقاه لاحقٌ من سابق..


الصفحة التالية
Icon