فأما الدليل العام فقد قال - ﷺ - :(إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره، وإن لم يقم به نسيه) (١) ومن أحق منه - ﷺ - بوصف صاحب القرآن؟.

(١) رواه مسلم ١/٥٣٦، مرجع سابق، عن ابن عمر -رضي الله عنهما-، وقوله (لم يقم به) تحتمل معنى قيام الليل، وتحتمل معنى العمل به، وقد قال المباركفوري في معنى قول الصحابي يخاطب رسول الله - ﷺ - :(أن لا أقوم بها): كما في تحفة الأحوذي ١٥٠/٨: "أي في صلاة الليل"، انظر: (المباركفوري) أبو العُلا محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم، ط ١، ١٤١٠هـ – ١٩٩٠م، دار الكتب العلمية – بيروت.
... ويؤكد هذا المعنى الحديث الذي وردت فيه هذه العبارة ما روى الترمذي ١٥٦/٥ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: بعث رسول الله - ﷺ - بعثاً، وهم نفر فدعاهم رسول الله - ﷺ - فقال: (ماذا معكم من القرآن ؟) فاستقرأهم، حتى مرَّ على رجلٍ منهم هو من أحدثهم سناً، فقال :( ماذا معك يا فلان ؟) قال: معي كذا، وكذا، وسورة البقرة. قال: (معك سورة البقرة؟). قال: نعم!. قال: (اذهب، فأنت أميرهم) فقال رجلٌ –هو أشرفهم-: والذي كذا وكذا يا رسول الله !ما منعني أن لا أتعلم القرآن إلا خشيت أن لا أقوم به. قال رسول الله - ﷺ - :(تعلم القرآن، واقرأه، وارقد، فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه، وقام به كمثل جراب محشو مسكاً تفوح ريحه كل مكان، ومن تعلمه، فرقد وهوفي جوفه كمثل جراب وكىء على مسك) حسنه الترمذي، وضعفه الألباني، وصححه ابن حبان، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تعليقه على ابن حبان: "رجاله ثقات رجال الصحيح غير عطاء مولى أبي أحمد".


الصفحة التالية
Icon