وأما الدليل الخاص الذي فيه: أنَّ قيامُه في صلاته كان بما يُلْقَى إليه فما حدثت به عائشة –رضي الله تعالى عنها– أن رسول الله - ﷺ - قام ليلة من الليالي فقال: (يا عائشة !ذريني أتعبد لربي) قلت: والله إني لأحب قربك، وأحب ما يسرك، قالت: فقام فتطهر، ثم قام يصلي، فلم يزل يبكي حتى بلَّ الأرض، وجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي، قال: يا رسول الله! تبكي وقد غفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: (أفلا أكون عبداً شكوراً ؟ لقد نزلت علي الليلة آيات، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ... ﴾ ) الآية (١)، ولا يعترض على النصِّ بأنه غير صريحٍ في الدلالة على المراد؛ لأن قرائن الحال، واقتران الوصف بالحكم في الحديث مقتضيان المطلوبَ من إيراده، وهو مراجعته لما أُنزِل عليه، والذي أُنزل عليه هنا الآيات العشر من سورة آل عمران.