٢- المقابلة: من قولهم عارض الكتاب بالكتاب قابله به (١)، ويشترط أن يكون ثَمَّ أصلٌ مقابَلٌ عليه، وفرعٌ مقابَلٌ به، فيظهر من ذلك أرقى ما يمكن أن يصل إليه التدقيق، مما هو خارجٌ عن نطاق البشر في مقابلة حفظ رسول الله - ﷺ - على ما أُمِر جبريل - عليه السلام - بحفظه من ربه، وأهم صفةٍ ذاتيةٍ لجبريل - عليه السلام - عند نزوله من السماء أنه ما ينزله ربه - سبحانه وتعالى - إلا بالحق (٢).

(١) مختار الصحاح ص٢٧٠، مرجع سابق، النهاية في غريب الأثر ٣/١٣٣، مرجع سابق
(٢) من قوله - عز وجل - ﴿ مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ ﴾ "الحجر/٨"، بل إن مجرد النزول لا يكون إلا بأمر من الله، لقوله: ﴿ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلا بِأَمْرِ رَبِّكَ ﴾ "مريم/٦٤"، وليس للملك الاجتهاد في إنشاء أمر، أو تنفيذه كما في قوله - عز وجل - :﴿ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴾ "الأنبياء /٢٧"، فالحق صفة ذاتية في النزول والنازل والمنزَل به، فلا مس من باطل يعتريه، ولا اجتهاد من مخلوق يأتيه.


الصفحة التالية
Icon