والمراد به تثبيت بدهية الإسناد في بيان مصدر تلقي القرآن الكريم؛ حيث صار إسناد رسول الله - ﷺ - عن جبريل - عليه السلام - عن رب العالمين في نقل ألفاظ القرآن الكريم بصفة خاصة من بين سائر أنواع الوحي بديهة (١) يذكرها الصحابة، لبيان أقصى درجات علم اليقين في نقل نصوص ألفاظ المعلومات التي تصل إلى البشر، وإبرازاً لدليل الصدق في النقل وتطميناً، ومحافظة على الإسناد، وبياناً للطريقة التعليمية الصحيحة في تلقي القرآن، وتصييراً لتوقيفية المتلقى مسلمة لا تناقش في أذهان المسلمين... وهذه المواقف تجلي هذه الحقيقة:
١- فعن زاذان أبي عمر عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال له: يا أخي! إن لنا مجلساً فائتنا فأقبلت إليه في مجلسه، فتعلمت منه سبعين سورة. فقال لي عبد الله: أخذتها من في رسول الله - ﷺ - نزل بها جبريل - عليه السلام - من عند رب العالمين - عز وجل - (٢).
(٢) المعجم الكبير ٩/٧٧، مرجع سابق.