٢- مر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - برجلٍ وهو يقول: السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله تعالى عنهم ورضوا عنه إلى آخر الآية، فوقف عليه عمر، فقال: انصرف! فلما انصرف، قال له عمر: من أقرأك هذه الآية ؟ قال: أقرأنيها أبي بن كعب. فقال: انطلقوا بنا إليه! فانطلقوا إليه، فإذا هو متكئ على وسادة، يرجل رأسه، فسلم عليه، فرد السلام، فقال: يا أبا المنذر! قال: لبيك! قال: أخبرني هذا إنك أقرأته هذه الآية، قال: صدق تلقيتها من رسول الله - ﷺ -. قال عمر: أنت تلقيتها من رسول الله. قال: نعم! أنا تلقيتها من رسول الله - ﷺ - ثلاث مرات، كل ذلك يقوله وفي الثالثة وهو غضبان: نعم! والله لقد أنزلها الله على جبريل - عليه السلام -، وأنزلها على محمد - ﷺ - فلم يستأمر فيها الخطاب ولا ابنه. فخرج عمر وهو رافع يديه وهو يقول: الله أكبر الله أكبر (١).

(١) المستدرك على الصحيحين ٣/٣٤٥، مرجع سابق. ويُنْتَبه فيها إلى أمور:
* التلقي والتأكيد عليه، والتسليم به عند ثبوته عند أهله ومراجعه، وهذا لا يعني عدم انتشاره بين الأمة...
* أن هذه الروايات لا يثبت بها قراءة؛إذ كثير منها مروي بالمعنى، وانظر – مثلاً – إلى حديث :(لو كان لابن آدم واديان... ) البخاري ٥/ ٢٣٦٤، مرجع سابق، مسلم ٢/ ٧٢٥، مرجع سابق... ففيه تباينٌ في ألفاظ ما قيل أنها آية، ولعل رواتها تساهلوا في نقل القراءة الواردة فيها بدقة لهذه العلة، أي لعدم ثبوت القراءة بها، ولا يعترض على ذلك باستنكار أن يقرأ أُبي بما لا نقرأ به الآن؛ لأن هذا يرجع إلى الاكتفاء بقراءةٍ واحدةٍ في المصر ونحوه كما هو مشاهدٌ الآن، على تفصيل في مسألة ما تطلق عليه بعض الروايات (آية) أو (قراءة)... وهذه كلمة عابرة لا مكان ها هنا لتفصيلها.


الصفحة التالية
Icon