وعن أبي العالية قال: قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - :(تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات، فإن جبريل - عليه السلام - نزل به على محمد - ﷺ - خمس آيات خمس آيات) (١). ولا يخفى أن هذا وصف لحال الغالب، وإلا فقد ينزل ما هو أكثر من ذلك، وما هو أقل.
ثالثاً: مقارنة التلقين بالأمر بكتابة الوحي القرآني على سبيل الفورية: فقد جاء في فضائل الصحابة: عن فاطمة بنت عبد الرحمن قالت: حدثتني أمي أنها سألت عائشة، وأرسلها عمها فقال: إن أحد بنيك يقرئك السلام، ويسألك عن عثمان بن عفان؛ فان الناس قد شتموه. فقالت: لعن الله من لعنه، فوالله لقد كان قاعداً عند نبي الله - ﷺ - وإن رسول الله - ﷺ - لمسندٌ ظهره إلي وإن جبريل - عليه السلام - ليوحي إليه القرآن، أنه ليقول له: (اكتب يا عثيم)، فما كان الله - عز وجل - لينزله تلك المنزلة إلا وهو كريمٌ على الله ورسوله (٢).
وكحديث عثمان بن أبي العاص المتقدم آنفاً، وهذا مقتضٍ تلقائي لوصف القرآن بالكتاب.

(١) (الخطيب البغداي) أبو بكر أحمد بن علي ٤٦٣هـ: تاريخ بغداد ٣١ /٢٨٨ –دار الكتب العلمية، بيروت.
(٢) أخرجه (ابن أبي عاصم) أبو بكر عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني (ت ٢٨٧هـ): كتاب السنة
٢/ ٥٩٢، حققه محمد ناصر الدين الألباني، ط٣، ١٤١٣هـ - ١٩٩٣م، المكتب الإسلامي - بيروت، وعبد الله ابن أحمد في فضائل الصحابة ١/٤٩٨.


الصفحة التالية
Icon