رابعاً: التركيز: من حيث توقيف الله - عز وجل - لنبيه - ﷺ - على الأوقات التي ينزل عليه الوحي فيها، والأوقات التي يراجع فيها رسول الله - ﷺ - القرآن (قيام الليل، رمضان)؛ إذ الاهتمام بهذا الموضوع بلغ حد بيان الأوقات التي ينشغل فيها قلب المرء وجوارحه بما لا يتعلق بالقرآن؛حتى تُهْتَبل الأوقات الأخرى المحددة في مراجعة القرآن كما قال - سبحانه وتعالى - :﴿ إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلاً ﴾ "المزمل/٧"، قال ابن زيد: "فراغاً طويلاً لحوائجك، فافرغ لدينك بالليل" (١)، ولا يعني التوقيف هنا نفي ما عدا هذه الأوقات للقراءة أو المراجعة، بل المراد الوقوف على مدى العناية بالقرآن الكريم.
المبحث الثاني:
الدقة في النقل العام:
وإنما أُورد هذا الفصل بعد حديثي المعالجة والمعارضة على سبيل الاستئناف البياني، للرد على مستكثرٍ على الشريعة أن تتضمن ألفاظها تلك الدقة التي جعلتنا نستخرج منها تلك المعاني، التي قد تخفى على عابر النظر؛ وأنى يستكثر ذلك... والكلام هو كلام الله - سبحانه وتعالى - المتلو المحفوظ بحفظه - عز وجل - له، والمُعَلِّم له هو جبريل - عليه السلام -، والمُتَعَلِّمُ له هو محمد - ﷺ - خاتم الرسل؟. فقد تميز نقل جبريل - عليه السلام - بالدقة في غير القرآن، فيُسْتَصْحَب هنا بين يدي هذا المبحث سؤالٌ: فكيف إن كان المنقول كلام الله المتلو - سبحانه وتعالى - ؟.
ومن صور هذه الدقة:
١- الدقة في نقل الأحداث الواقعية: كان جبريل - عليه السلام - يأتيه بأدق التفاصيل والأوصاف للأحداث الواقعة الحاضرة والمستقبلية، حتى ما لا يترتب عليه حكم شرعي: