ومن ذلك ما جاء عن أنس - رضي الله عنه - قال: بعث النبي - ﷺ - أقواماً من بني سليم إلى بني عامر في سبعين، فلما قدموا، قال لهم خالي: أتقدمكم، فإن أَمَّنوني حتى أبلغهم عن رسول الله - ﷺ - وإلا كنتم مني قريباً، فتقدم، فأَمَّنوه، فبينما يحدثهم عن النبي - ﷺ - إذ أومأوا إلى رجلٍ منهم، فطعنه، فأنفذه، فقال: الله أكبر! فزت ورب الكعبة. ثم مالوا على بقية أصحابه، فقتلوهم إلا رجلاً أعرج صعد الجبل، فأخبر جبريل - عليه السلام - النبي - ﷺ - أنهم قد لقوا ربهم فرضي عنهم وأرضاهم... الحديث (١).
وعن جابر - رضي الله عنه - : غزونا مع رسول الله قوماً من جُهينة، فقاتلونا قتالاً شديداً، فلما صلينا الظهر قال المشركون: لو ملنا عليهم ميلةً لاقتطعناهم، فأخبر جبريل رسول الله بذلك... الحديث (٢).
وخرج معاوية - رضي الله عنه - على حلقة في المسجد، فقال: ما أجلسكم؟، قالوا: جلسنا نذكر الله، قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك. قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، وما كان أحدٌ بمنزلتي من رسول الله - ﷺ - أقل عنه حديثاً مني، وإن رسول الله - ﷺ - خرج على حلقة من أصحابه فقال: (ما أجلسكم؟) قالوا: جلسنا نذكر الله، ونحمده على ما هدانا للإسلام، ومن به علينا. قال: (آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟) قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك. قال: (أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة) (٣).
(٢) صحيح مسلم ١/٥٧٥، مرجع سابق.
(٣) صحيح مسلم ٤/٢٠٧٥، مرجع سابق.