فكيف تعليمه القرآن؟، وظاهرٌ أن تعليم الصلاة عملياً يقرب أن تطلق عليه وجهاً أدائياً، فلأداء القرآن أعلى شأناً من بيان الهيئات التفصيلية للصلاة بأسلوب عملي، فما الذي يستنكره من شذ عن سائر المسلمين وقال: إن الأداء ليس متواتراً، أو لم يعلمه جبريل رسول الله - ﷺ -، على أن أهل المآرب اتخذوا ذلك ذريعةً ليبطلوا أصل اللفظ.
وأقل الأحوال أن يكون أداء لفظ القرآن شأنه كشأن الهيئات التفصيلية للصلاة، فيظهر عند ذاك برهان عدم المبالغة في ذلك عندما تجد القرآن ذاته يتكلم عن الهيئات التفصيلية لتلقي القرآن وتلقينه وأدائه، ولا يوجد ذلك لتفصيل أمور الصلاة.
المبحث الثالث:
العلاقة العامة بين جبريل - عليه السلام - والنبي - ﷺ - وأثرها في تعليم ألفاظ القرآن:
وهذا المبحث كالاستعراض لمظاهر صحبة جبريل - عليه السلام - للنبي - ﷺ -، وبيان العلاقة الحميمة التي تربط المُعَلِّم المُلْقي - عليه السلام - بالمتَعَلِّم المتلقي - ﷺ -، مع أن هذه المعاني قد بُثَّتْ ثناياها فيما سبق، فما أُورِدَ هنا فهو لزيادة التبيين في هذه الناحية الخاصة، وينقسم هذا المبحث إلى ثلاثة مطالب متدرجاً من العموم إلى خصوص المتابعة التعليمية:
المطلب الأول: صلة هذا المبحث بموضوع البحث العام.
المطلب الثاني: نماذج من العلاقة العامة.
المطلب الثالث: التعاهد والاستدراك.
المطلب الأول: صلة هذا المبحث بموضوع البحث العام:
إن بحث هذه المسألة يستلزم الاستقلال في الدراسة عن غيرها، لكنها ذُكرت في هذا المكان مختصرة، لا نافلة قولٍ، بل لتحقيق غاياتٍ خادمةٍ لموضوع البحث، ومن ذلك:


الصفحة التالية
Icon