ويقاتل عنه - ﷺ - : فقد روى مسلم في باب: (قتال جبريل وميكائيل-عليهما السلام-عن النبي - ﷺ - يوم أحد)... عن سعد - رضي الله عنه - : رأيت عن يمين رسول الله - ﷺ - وعن شماله أحد رجلين عليهما ثياب بيض ما رأيتهما قبل ولا بعد، يعني جبريل وميكائيل –عليهما السلام-وفي لفظ له:

يقاتلان عنه كأشد ما يكون القتال (١) ." ولا غرو! فتقطيع الأيدي لا وقع له عند رؤية يوسف - عليه السلام -.
وكان يواسيه - ﷺ - :
فعن أنسٍ - رضي الله عنه - قال: جاء جبريل - عليه السلام - ذات يوم إلى رسول الله - ﷺ - وهو جالس حزين قد خضب بالدماء، الحديث سيأتي (٢).
كما أن النبي - ﷺ - ينشغل عمن سواه: فعن ابن عباسٍ - رضي الله عنه - قال: كنت مع أبى عند رسول الله - ﷺ - وعنده رجل يناجيه، فكان كالمعرض عن أبى، فخرجنا من عنده، فقال لي أبى: أي بني! ألم تر إلى ابن عمك كالمعرض عني؟ فقلت: يا أبت! إنه كان عنده رجلٌ يناجيه. قال: فرجعنا إلى النبي - ﷺ - فقال أبى: يا رسول الله! قلت لعبد الله كذا وكذا، فأخبرني أنه كان عندك رجلٌ يناجيك فهل كان عندك أحدٌ؟ فقال رسول الله - ﷺ - :(وهل رأيته يا عبد الله؟) قال: قلت: نعم! قال: (فإن ذاك جبريل وهو الذي شغلني عنك) (٣).
(١) مسلم ٤/ ١٨٠٢، وفي الديباج٥/٣١٧، مرجع سابق: قال النووي: "فيه: أن رؤية الملائكة لا تختص بالأنبياء، بل يراهم الصحابة والأولياء".
(٢) انظر: الحديث بتمامه ص٢١٩.
(٣) مسند الإمام أحمد بن حنبل ١/٢٩٣، مرجع سابق.


الصفحة التالية
Icon