سابعاً: وهو صاحبه في الدنيا والآخرة: فعن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - في حديث الشفاعة، قال رسول الله - ﷺ - وهو يحكي قول عيسى - عليه السلام - :(... ولكن انطلقوا إلى سيد ولد آدم فإنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة انطلقوا إلى محمد - ﷺ - فيشفع لكم إلى ربكم عز وجل، قال: فينطلق فيأتي جبريل - عليه السلام - ربه فيقول الله - عز وجل - : ائذن له وبشره بالجنة. قال: فينطلق به جبريل فيخر ساجداً قدر جمعة، ويقول الله - عز وجل - : ارفع رأسك يا محمد! وقل يسمع واشفع تشفع قال: فيرفع رأسه، فإذا نظر إلى ربه - عز وجل - خر ساجداً قدر جمعة أخرى، فيقول الله - عز وجل - : ارفع رأسك وقل يسمع واشفع تشفع. قال: فيذهب ليقع ساجداً فيأخذ جبريل - عليه السلام - بضبعيه فيفتح الله عز وجل عليه من الدعاء شيئا لم يفتحه على بشر قط) (١) الحديث.
ويمكن أن يجري بينه وبين ربه الكلام والنقاش بواسطته: فعن أبي سعيد - رضي الله عنه - أن رسول الله - ﷺ - قال: (أتاني جبريل فقال: إن ربي وربك يقول لك: كيف رفعت ذكرك؟ قال: الله أعلم قال: إذا ذكرت ذكرت معي) (٢).
وقد يأتيه بوسيلةٍ غير معتادةٍ في ذلك الوقت للتعليم:

(١) مسند الإمام أحمد بن حنبل ١/٤، مرجع سابق.
(٢) صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان٨/١٧٦، مرجع سابق، صححه ابن حبان، وقال شعيب الأرناؤوط: "إسناده ضعيف".


الصفحة التالية
Icon