فعن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: قال رسول الله - ﷺ - :(أُريتكِ في المنام مرتين إذا رجل يحملك في سرقة حرير فيقول هذه امرأتك فأكشفها فإذا هي أنت فأقول إن يكن هذا من عند الله يمضه) (١).
ويداعب المُعَلِّم - عليه السلام - المتعلم - ﷺ - : فعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال: نزل جبريل - عليه السلام - إلى النبي - ﷺ - في أحسن صورة لم ينزل في مثلها قط ضاحكاً مستبشراً فقال: (السلام عليك يا محمد! قال: وعليك السلام يا جبريل. قال: إن الله بعثني إليك بهدية كنوز العرش أكرمك الله بهن قال: وما تلك الهدية يا جبريل؟ فقال جبريل؟ قل يا من أظهر الجميل... ) (٢) الحديث.
ويقعد عند النبي - ﷺ - : فقد روى ابن حبان عن ابن عباس - رضي الله عنه - : بينما جبريل عند النبي - ﷺ - سمع نقيضاً من فوق، فرفع رأسه فقال: (هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم. فسلم، وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته) (٣).
ـ ويتخلف عنه لغرضٍ منافٍ لمقتضيات الوحي كتخلفه عنه لوجود كلبٍ (٤).

(١) صحيح البخاري ٥/١٩٥٣، مرجع سابق، وفي رواية للبخاري ٥/١٩٦٩، يجئ بك الملك، وفي رواية لابن حبان -رحمه الله تعالى-:"جاء بي جبريل"، وذلك كله يؤكد ما قرر سابقاً من أن جبريل واسطته الوحيدة من الملائكة، وأنه لو كنى عن الموحِي إليه بقوله (رجل)، أو (ملك) فقد عنى به جبريل - عليه السلام -.
(٢) المستدرك على الصحيحين ١/٧٢٩، مرجع سابق.
(٣) وفي صحيح ابن حبان٣/٥٧، مرجع سابق، وقوله: (أبشر بسورتين): دالٌ على إطلاق السورة على ما دونها.
(٤) انظر: المبحث الثالث من الفصل الثاني.


الصفحة التالية
Icon