وكان لجبريل - عليه السلام - مكان مميز عرف باسمه (مقاعد جبريل):
... فعن عائشة -رضي الله تعالى عنها- أنها لما توفي سعد بن أبي وقاص أرسل أزواج النبي - ﷺ - أن يمروا بجنازته في المسجد فيصلين عليه، ففعلوا فوقف به على حجرهن يصلين عليه، ثم أخرج به من باب الجنائز الذي كان إلى المقاعد... الحديث (١)، وورد التصريح بالاسم في حديث أنس ابن مالك - عليه السلام - قال: صلى رسول الله - ﷺ - يوماً الظهر بالمدينة ثم أتى المقاعد التي كان يأتيه عليها جبريل فقعد عليها - ﷺ - فجاء بلال فنادى بالعصر (٢)، وعن حارثة ابن النعمان - رضي الله عنه - قال: مررت على رسول الله - ﷺ - جبريل - عليه السلام - جالس في المقاعد فسلمت عليه ثم أجزت، فلما رجعت وانصرف النبي - ﷺ - قال: (هل رأيت الذي كان معي؟). قلت: نعم قال:(فإنه جبريل وقد رد عليك السلام) (٣).
ومن ذا العرض يُفْهَمُ سر نعي فاطمة-رضي الله تعالى عنها- أباها إلى جبريل - عليه السلام - دون غيره من الملائكة وسائر الخلق:

(١) صحيح مسلم ٢/٦٦٨، مرجع سابق.
(٢) صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان ١٤/٤٨١، مرجع سابق، وقال شعيب الأرناؤوط: "إسناده صحيح على شرط مسلم".
(٣) مسند الإمام أحمد بن حنبل ٥/٤٣٣، مرجع سابق، وواضحٌ أنه ما قال: معه جبريل إلا بعد أن أعلمه النبي - ﷺ -.


الصفحة التالية
Icon