ولجبريل - عليه السلام - القدرة على التشكل إلى أجسام أخرى، ولكنه كان أكثر ما كان يأتيه في صورة الصحابي الجليل (دِحْية الكلبي)... فعن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله - ﷺ - قال: (عرض علي الأنبياء... ورأيت جبريل، فإذا أقرب من رأيت شبهاً دحية بن خليفة) (١)، وإنما جُعِلت هذه الصفة أول الصفات لارتباطها بالقدرة التي أودعها الله في جبريل - عليه السلام - ليأتي النبي - ﷺ - فيعلمه القرآن بإطلاق الزمان والمكان، وعلى أي هيئة كان، وتأتي أمثلة على ذلك -إن شاء الله تعالى- (٢).
وهل كان النبي - ﷺ - يرى جبريل - عليه السلام - في خلقته الأصلية دائماً ؟.

(١) صحيح مسلم ١/١٥٣، مرجع سابق، وراجع: (الدينوري) عبد الله بن مسلم بن قتيبة ت٢٧٦ هـ: تأويل مختلف الحديث، مراجعة: محمد زهري النجار، ١٩٧٢م – ١٣٩٣هـ، دار الجيل –بيروت، ففيه ردٌ على من استنكر وجود خلق له قدرة على التشكل، وقد أُتِيَ هذا المستنكِر مِنْ كِبْرٍ في نفسه ما هو ببالغه، وأول كلام ابن قتيبة –رحمه الله تعالى-: "ولم يأت أهل التكذيب بهذا وأشباهه، إلا لردهم الغائب عنهم إلى الحاضر عندهم، وحملهم الأشياء على ما يعرفون من أنفسهم، ومن الحيوان، والموات، واستعمالهم حكم ذوي الجثث في الروحانيين... ".
(٢) انظر: الفصل الثاني- المبحث الثاني.


الصفحة التالية
Icon