الجواب: لم يره كذلك إلا مرتين فقد ثبت في صحيح مسلم عن عائشة-رضي الله تعالى عنها- مرفوعاً: (لم أره يعني جبريل - عليه السلام - على صورته التي خلق عليها إلا مرتين) (١)، وبين أحمد في حديث ابن مسعود أن الأولى كانت عند سؤاله إياه أن يريه صورته التي خُلِق عليها، والثانية عند المعراج (٢).
والأمر لا يستدعي البحث بدقة في عدد المرات التي رأى النبي - ﷺ - فيها جبريل - عليه السلام - ؛ إذ المراد بيان أن رؤيته لجبريل - عليه السلام - مرة تحقق جملة أمور من حيث نقل القرآن:
منها: إيقاع الطمأنينة في قلب النبي - ﷺ - برؤيته لعظيم قدرة الله - عز وجل - تتجلى في جبريل - عليه السلام - من جهة، ومن جهة أخرى لطمأنته، وتثبيت قلبه على قدرة جبريل - عليه السلام - على نقل القرآن، وتبليغ رسالة ربه دون توانٍ، وزادت هذه الطمأنينة تأكيداً برؤيته له مرة أخرى.
ومنها: دفع توهم أن الذي يأتيه شيطان لا من قلبه فقط، بل من قلب غيره.

(١) مسلم ١/١٥٣، مرجع سابق.
(٢) (ابن حنبل) أبو عبد الله أحمد بن حنبل الشيباني ت٢٤١ هـ: مسند الإمام أحمد ٣/١٢٠ ـ مؤسسة قرطبة- مصر. وللترمذي من طريق مسروق عن عائشة -رضي الله تعالى عنها -: (لم ير محمد جبريل في صورته إلا مرتين: مرة عند سدرة المنتهى، ومرة في أجياد).


الصفحة التالية
Icon