... بل يبلغ أن يسمع من الأمور الغيبية مما لا يترتب عليه كبير أمرٍ عند عامة الأمة، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: سمع رسول الله - ﷺ - صوتاً هاله، فأتاه جبريل - عليه السلام -، فقال رسول الله - ﷺ - :(ما هذا الصوت يا جبريل؟ فقال: هذه صخرة هوت من شفير جهنم من سبعين عاماً، فهذا حين بلغت قعرها فأحب الله أن يُسْمعك صوتها فما رؤي رسول الله - ﷺ - بعد ذلك اليوم ضاحكاً ملء فيه حتى قبضه الله) (١).
فهذا لأمرٍ غيبيٍ... فكيف ترى الاهتمام كائناً في أصل أصول الشرع الإسلامي؟ بل في أصل معناه وهو اللفظ، مع شدة انتشاره، وعظيم احتياج الناس إليه.
ومن ذلك: التعاهد من حيث حفظه من الأخطار الغيبية: فعن خالد بن الوليد - رضي الله عنه - أنه شكى إلى رسول الله - ﷺ - فقال: إني أجد فزعاً بالليل فقال: (ألا أعلمك كلمات علمنيهن جبريل - عليه السلام - وزعم أن عفريتاً من الجن يكيدني: أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر، ولا فاجر، من شر ما ينزل من السماء، وما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، وما يخرج منها، ومن شر فتن الليل وفتن النهار، ومن شر طوارق الليل والنهار، إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن) (٢).
٢- التعاهد الخاص، وهو من حيث استكمال متعلقات القرآن الكريم -لفظاً -التتميمية: فلئن تمثلت متعلقاته الضرورية والحاجية في إنزاله، وإقرائه على الهيئة التي أمر الله - عز وجل -، والمراجعة الدورية له خلال فترة الإنزال لتثبيت اللفظ، وتقويم هييئة أدائه، وغير ذلك... فقد تمثلت متعلقاته التتميمية في عدة مظاهر، منها:

(١) المعجم الأوسط ١/٢٤٨، مرجع سابق.
(٢) المعجم الكبير٤/١١٤، مرجع سابق.


الصفحة التالية
Icon