ومن ذلك حديث (خذوا القرآن من أربعة... ) (١)، وحديث (من أحب أن يقرأ القرآن... ) (٢).
ثانياً: متابعة الاستدراك: إذ كان الرسول تحت سمع الله - عز وجل - وبصره حافظاً له، ومعيناً ومؤيداً، فأول أشكال الحفظ: حفظه - ﷺ - من الخطأ في الفروع بَلْهَ الأصول، ومُعَلِّمُ رسول الله جبريل - عليه السلام - يتابعه في صغائر أموره ودقائقها، فكيف جلائلها؟ فاستدراكه عليه بعد الإخبار، كإخباره بالوحي ابتداء، وقد كانت هذه المتابعة –من حيث الناسُ-خاصةً بالنبي - ﷺ -، وعامةً للأمة، -ومن حيث الأمر الشرعي المتابَع عليه-خاصةً في ألفاظ القرآن الكريم، وعامةً في سائر أمور الشرع:
أ - الخاصة من حيث المستدرَك عليهم:
فمن ذلك: ما أنزله الله على نبيه - ﷺ - استدراكاً له على مجانبة الصواب الشرعي في المسائل الحربية (أسرى بدر نموذجاً) (٣)، والمسائل الدعوية (قصة ابن أم مكتوم نموذجاً) (٤)، والمسائل السياسية (العفو عن المنافقين في عام العسرة نموذجاً) (٥)، ومسائل الفقه العملي (الصلاة على المنافق نموذجًا) (٦)، ولكن منهج البحث يرمي إلى ما فيه التصريح بوجود جبريل - عليه السلام - ونزوله بالوحي، فلتُذكر نماذج من ذلك:

(١) أخرجه البخاري ٣/١٣٨٥، مرجع سابق، مسلم ٤/ ١٩١٣، مرجع سابق.
(٢) السنن الكبرى للنسائي ٥/٧١، مرجع سابق، سنن ابن ماجه ١/٤٩، مرجع سابق، صحيح ابن حبان ١٥/ ٥٤٣، مرجع سابق، مستدرك الحاكم ٢/٢٤٧، مرجع سابق، مسند أحمد ٤/٢٧٨، مرجع سابق.
(٣) انظر تفصيلها في صحيح مسلم ٣/١٣٨٣، مرجع سابق.
(٤) انظر تفصيلها في: سنن الترمذي ٥/٤٣٢، مرجع سابق، وقال الترمذي: "حديث غريب"، قال الألباني: "صحيح الإسناد".
(٥) انظر: سورة التوبة: عند قوله - عز وجل - :﴿ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ... ﴾ "التوبة /٤٣".
(٦) انظر: صحيح البخاري ١/٤٥٩، مرجع سابق.


الصفحة التالية
Icon