٤ - قوله - عز وجل - :﴿... وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ... ﴾ "التوبة / ٦": وبين هذا الدليل وبين الدليل الثاني عمومٌ وخصوصٌ مطلق، فلا يَرِدُ عليه التكرار.
٥ - قوله - سبحانه وتعالى - ﴿ سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى ﴾ "الأعلى /٦ "، فإنه مقتضٍ إعانة الله - عز وجل - له على الحفظ، المستلزم وجوبه عليه، وتزداد قوة الحفظ كلما ازدادت أهمية المحفوظ، وليس هناك ما هو أكثر أهميةً في حياة المسلم من أهمية القرآن الكريم بَلْهَ المسلم الأول بَلْهَ الرسول - ﷺ -، وقد قال ابن عباس - رضي الله عنه - :(إنما يحفظ الرجل على قدر نيته) (١)، فكيف لو جمعت هذا إلى ما تكفل الله - سبحانه وتعالى - به من جمع القرآن في صدر النبي - ﷺ - فأي حافظةٍ تلك التي ستُرى؟.
٦ – قوله تعالى ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴾ "القيامة /١٧ ": ومعنى الجملتين ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴾ : إن علينا جمع الوحي، وأن تقرأه، وفوق ذلك أن تبينه للناس بلسانك، أي نتكفل لك بأن يكون جمعه وقرآنه بلسانك، أي عن ظهر قلبك لا بكتابةٍ تقرؤها، بل أن يكون محفوظاً في الصدور، مبيناً لكل سامع، لا يتوقف على مراجعةٍ، ولا على إحضار مصحفٍ من قرب أو بعد. فالبيان هنا بيان ألفاظه ليس بيان معانيه لأن بيان معانيه ملازم لورود ألفاظه (٢)....
(٢) انظر: التحرير والتنوير ٢٩/٣٥٠، مرجع سابق، وانظر: تحليل آيات القيامة في المبحث السادس من الفصل الثالث ص١١٦.