٣- الروح: وقد وردت هذه اللفظة على خمس معانٍ في القرآن الكريم (١)، ولا خلاف ين المفسرين وغيرهم في أن المراد بها في قوله تعالى ﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ ﴾ "الشعراء/١٩٤" هو جبريل - عليه السلام - (٢)، ويسمى جبريل - عليه السلام - روح القدس لأنه خُلِق من طَهارة (٣).
وهذه الصفة الجليلة لجبريل - عليه السلام - ورد مدحه بها في معرض التأكيد على سلامة نقل القرآن، وبيان خصائص لفظه من سورة الشعراء، وذلك دالٌ على مبلغها من جلالة القدر في نقل القرآن من السماء إلى الأرض، ولعل من أسرارها في هذا الباب أن الروح فيه معنى الحياة والحركة، ويومئ ذلك إلى أن تلقي جبريل - عليه السلام - للقرآن من الله - سبحانه وتعالى - تلقٍ حي لا يعروه شائبة كسل، أو موات؛ إذ كون الناقل مخلوقاً واحداً وهو جبريل - عليه السلام - مدعاة لأن يشكك في نقله أقوام اعتادوا الجدل وألفوه.

(١) (ابن القيم) شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزُّرعي الدمشقي، الروح لابن القيم ص٢٠٦ - عالم الكتب بيروت، وذكر ابن حجر -رحمه الله تعالى- نقلاً عن ابن التين في معنى لفظ الروح حيث ورد في القرآن الكريم تسعة معان، وأما حقيقتها فقد ذكر أنهم اختلفوا فيها على أكثر من مائة قول، وذا تكلف جلي فيما لا طائل من تحته.
(٢) وعند (ابن سعد) أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع البصري الزُّهري (١٦٨- ٢٣٠): الطبقات الكبرى ١٩٤/١، دار صادر -بيروت: عن قتادة في قوله تعالى ﴿ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ﴾ "البقرة/٨٧" قال: "هو جبريل".
(٣) النهاية في غريب الأثر ٤/٢٣، مرجع سابق.


الصفحة التالية
Icon