ويزيد هذا المعنى إيضاحاً أن لفظة (روح) لا ترد في القرآن الكريم إلا للأمور التي استأثر الله - عز وجل - بها بأحد أنواع الاستئثار علماً (كروح الإنسان)، أو قولاً (كالقرآن)... ولذا ذكر الله - سبحانه وتعالى - خلق آدم، وعَظَّم خلقه عندما بين أنه نفخ فيه من روحه ﴿ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ﴾ "ص/٧٢" وهي المنقبة التي يذكرها له الناس يوم القيامة في حديث الشفاعة الكبرى... وهذا يثبت ما ذُكِرَ من علاقة سلامة نقل القرآن من السماء إلى الأرض، ودقة نقله كما قاله الله - عز وجل -، بوصف جبريل - عليه السلام - بالروح.
كما أن من أهم مقتضيات كونه روحاً: إمكانية الاتصال المطلق، مع خفاء ذلك على من حوله، وذاك يمكنه من المجيء إلى النبي - ﷺ - دون أن يشعر به أحد، وذلك لأن الروح تطلق على ما خفي (١).
٤- السرعة والفورية في النزول بالوحي القرآني: حتى لو كان جبريل - عليه السلام - نازلاً بهيئته الشديدة على النبي - ﷺ -، وذلك عند الاقتضاء إنشاء أو استدراكاً، وهذه الصفة إحدى التطبيقات للصفات الأخرى كالقوة، والأمانة، وليُذكر ها هنا نموذجان عن هذه السرعة من حيث البلاغ العام، والبلاغ القرآني:

(١) انظر: المبحث الثاني من الفصل الثاني.


الصفحة التالية
Icon