١٢ - ما كان النبي - ﷺ - يُجْهِدُ نفسه فيه عند تلقيه الوحي: كما تقدم في روايات حديث المعالجة (١)، وفيها:(يحرك لسانه) يريد أن يحفظه... يعجل بقراءته ليحفظه، ولابن أبي حاتم: (يتلقى أوله، ويحرك به شفتيه خشية أن ينسى أوله، قبل أن يفرغ من آخره)، وفي مسند الحميدي: (يعجل به يريد أن يحفظ)، والحفظ منصرفٌ هنا للفظ إذ لو كان المراد المعنى لما احتاج لذاك الإجهاد.
١٣ - ومما يدل على وجوب حفظ النبي - ﷺ - للقرآن، حفه بالعوامل المساعدة على الحفظ، مثل تنجيم القرآن، وترتيله؛ وهو ما صرح به صاحب التحرير والتنوير حيث قال في فوائد الترتيل:"وفائدة هذا: أن يرسخ حفظه، ويتلقاه السامعون، فيعلق بحوافظهم، ويتدبر قارئه، وسامعه معانيه، كي لا يسبق لفظ اللسان عمل الفهم" (٢)، وهو تصريحٌ بأن عمل النبي - ﷺ - ضبط الاثنين: لفظ اللسان، وعمل الفهم.
(٢) التحرير والتنوير ٢٩/ ٣١٧، مرجع سابق.