ومن هذه العوامل المساعدة على الحفظ: التنبيه ابتداءً على صعوبة المحفوظ من حيث اشتماله على معانٍ غير متوقعة، ولا معتادةٍ في تفاصيلها، لئلا يدور بخلد الذي يريد الحفظ وهو (النبي) - ﷺ - أولاً أنها معتادة فاللسان لن يضيعها؛ فيتأهب له، ويقدره حق قدره، كما قال - عز وجل - ﴿ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا ﴾ "المزمل /٥"، والثقل الموصوف به القول ثقلٌ مجازي لا محالة مستعارٌ لصعوبة حفظه؛ لاشتماله على معانٍ ليست من معتاد ما يجول في مدارك قومه، فيكون حفظ ذلك عسيراً على الرسول - ﷺ - الأمي، تنوء الطاقة عن تلقيه، فقد مهد لهذه الحقيقة بأوامر هي وسائل لتحقيق مقتضاها: من قيام ليلٍ، وترتيل قرآنٍ، فقوله - سبحانه وتعالى - :﴿ إنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلاً ﴾ "المزمل /٥" تعليلٌ للأمر بقيام الليل (١).