فهذه صفات جبريل الخَلْقية والخُلُقية التي تمنحه القدرة الأمينة الدقيقة على تعليم ألفاظ القرآن في وقتها الذي أمر الله - سبحانه وتعالى - به بأمانة ودقةٍ وحسن تأتٍ.
فإن اعتُرض معترض على الاستطراد في ذكر صفات الرسول الذي حمله وليس يرجع ذا إلى لب البحث؛ فالجواب: في ذلك من الحكم:
الثناء على الرسول المُلْقِي للقرآن، والمبلِّغ له إلى الأرض أولاً، وفيه تنويه بالقرآن، وتأكيد لصدقه وعظمته من حيث عظمة من قام بتبليغه ثانياً، وفيه تأكيد على الصفات التي جعلت هذا الرسول المتحمل أهلاً لأدائه لفظاً وأداء ثالثاً، وفيه تحديد لحجم الاجتهاد البشري فيه من حيث حجم اجتهاد المَلَك فيه رابعاً، وبيان لأصلية التوقيف في لفظه وفرعيته من حيث مؤهلات هذا الرسول المعنوية، وإمكاناته الحسية على نقل القرآن، ومتابعته بدقة؛ إذ منعه من إدخال اجتهاده مع عظيم مكانته من الله - سبحانه وتعالى -، منعٌ لغيره من ضَعَفَة المخلوقين من باب أولى، وهذا خامساً.


الصفحة التالية
Icon