وقد روى ابن مردويه من حديث ابن مسعود رفعه: (إذا تكلم الله بالوحي يسمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان فيفزعون ويرون أنه من أمر الساعة وقرأ ﴿ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِم... ﴾ الآية) (١)، وقد وقع في بعض روايات حديث النواس ابن سمعان السابق ما نصه: (أخذت أهل السماوات منه رعدة خوفا من الله وخروا سجدا فيكون أول من يرفع رأسه جبريل، فيكلمه الله بما أراد، فيمضي به على الملائكة، من سماء إلى سماء)، وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنه - عند ابن خزيمة وابن مردويه: (كمر السلسلة على الصفوان، فلا ينزل على أهل السماء إلا صعقوا، فإذا فزع عن قلوبهم إلى آخر الآية، ثم يقول: يكون العام كذا، فيسمعه الجن... )، وعند ابن مردويه من طريق بهز بن حكيم عن أبيه عن جده - رضي الله عنهم - :(ما نزل جبريل بالوحي، فزع أهل السماء لانحطاطه، وسمعوا صوت الوحي، كأشد ما يكون من صوت الحديد على الصفا فيقولون: يا جبريل بما أمرت... ) (٢) الحديث.

(١) فتح الباري ٨/ ٧٢١، مرجع سابق، وقال: "وأصله عند أبي داود وغيره، وعلقه المصنف موقوفاً".
(٢) انظر هذه الروايات وغيرها: في فتح الباري ٨/٧٢١، مرجع سابق.


الصفحة التالية
Icon