وأهمية هذه النتيجة في هذه الدراسة: كامنةٌ في: أن انفراد ملك واحد من عالم الغيب ليكون الوسيط بين الله - سبحانه وتعالى - وبين نبيه - ﷺ - في نقل كلام الله - عز وجل - يزيل كل وسوسة يقذفها الشيطان في نفس الإنسان، تشكك في أنه يحتمل أن أحد الشياطين المتصورة في صورة معينة قد ألقى كلاماً على رسول الله - ﷺ -، وعده رسول الله - ﷺ - وحياً، وهو ما يدفع عاملاً خطيراً ومنطقياً من عوامل التشكيك في نقل كلام الله - سبحانه وتعالى -، وقد أدرك الإمام السيوطي أهمية هذا المسألة، فألف رسالة بعنوان "لبس اليَلَب في الجواب عن إيراد أهل حلب"، قال: "لما وصل كتاب الأعلام إلى حلب -وقف عليه واقف فرأى فيه قولي أن جبريل - عليه السلام - هو السفير بين الله - سبحانه وتعالى - وبين أنبيائه، لا يعرف ذلك لغيره، فكتب على الهامش، بل قد عرف ذلك لغيره من الملائكة، فأجاب فأجبت... الخ" (١).
المطلب الثاني: من حيث خصوص رسالة النبي - ﷺ - :

(١) (حاجي خليفة) مصطفى بن عبد الله القسطنطيني الرومي الحنفي ت ١٠٦٧هـ : كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ٢/١٥٤٧، ١٩٩٢م - ١٤١٣هـ، دار الكتب العلمية – بيروت -.


الصفحة التالية
Icon