ويؤمهم شيخي الشيخ المبجل: الأستاذ الدكتور /أحمد علي الإمام، إذ حفَّتني بنعمة صحبته رحمةٌ من ربي أرجوها، فرأيت فيه معنى ﴿ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا ﴾ قد تجسدت بشراً سوياً، وتوسمت فيه معنى الصدِّيقية، هاتُفها: (اتبعني على أن أعلمك مما علمتُ رشداً)، وأحاطت بي عنايته: أباً متابعاً لي في أدق أموري، وأهونها، وشيخاً مرشداً بذر فيّ معاني: (ربِّ علمني الكتاب والحكمة، وعلمني ما لم أكن أعلم، واجعل فضلك عليَّ عظيماً)، وعالماً خُلُقُه القرآن: آتاني من لدنه حناناً، وزكاة، وأنبت فيَّ بصائر سبيل من كان تقياً، وأما مكتبته، وبيته، ووقته، وتواضعه، وآفاق علمه، وفتحه للبصائر في طرح المسائل، فذاك ما يتوارى الوصف خجلاً عن ذكر حقه، وحقيقته.
ويمضي -حثيثاً- في قافلتهم: شيخي: الشيخ محجوب أحمد طه: والدي بعد والدي، أغدق على فؤادي حنان الأب، وإخبات الإيمان، وزكاة النفس، وقذف في قلبي أن بهارج الدنيا-علماً كانت، أو متاعاً- لا تدخل معي القبر، ولا تنجي من تبعة الوِزر، ولا ترفع الإصر.
وشيخي: الشيخ عبد الله الزبير: لولا أن تداركتني به رحمة من ربي لنُبِذْتُ بعراء الجهالة المتعالمة، وأنا مذموم، ثم زاد فأتبعني سبباً بالتعاهد والاستدراك، ثم زاد فأكمل، ثم زاد فأجمل، فإذا أنوار الله تحيط بي، ولطفه يتتابع عليّ بسببه: صابراً على جفائي، رافعاً عني ما أجده من أنوائي.
وإلى: أساتذتي: الشيخ محمد الآنسي، والشيخ علي مقبل الجابري، والشيخ سعد حنتوس، وإلى... أبي عبد الله... إذ عرفت منهم النور في بصائر القرآن حين يشرق على تفكير الإنسان، ولمست منهم إعانة لي على حمل أعباء الحياة، ورأيت منهم صدق التعبد لله.


الصفحة التالية
Icon