ولذا فإن الاتصال المباشر بين مستويين من عالم الوجود الملائكي والبشري دون واسطة آلات لا شك يتطلب قدرة خاصة ليتم التلقي، وقدرة أخرى عند الاثنين (جبريل - عليه السلام - والنبي - ﷺ - )ليتم الوحي... ولذلك كنا نرى الآثار الشديدة للاتصال بينهما تظهر على الرسول - ﷺ - وهو يتلقى الوحي بعد أن هيأه الله لذلك الاتصال... كما سيرد في المبحث الخامس من الفصل الثالث –إن شاء الله تعالى-.
المانع من قرب جبريل - عليه السلام - :
ويأتي جبريل - عليه السلام - النبي - ﷺ - حيث هو زماناً ومكاناً إلا أن يوجد مانع، كأن تكون امرأته - ﷺ - خلعت ثيابها، أو وجد في البيت ما يمنع الملك من الدخول (١)، وتقدم ما يدل على ذلك، ولا يعني أنه لا يكلمه إن وجد المانع، بل يكلمه، ولكن من مكان بعيد عن مكان المانع فعن عائشة -رضي الله تعالى عنها-أن النبي - ﷺ - :(فإن جبريل أتاني حين رأيت، فناداني فأخفاه منك، فأجبته فأخفيته منك، ولم يكن يدخل عليك، وقد وضعت ثيابك... )الحديث (٢).
المبحث الثالث:
هيئات مجيء الملك بالوحي القرآني (من حيث عموم الوحي):
(٢) صحيح مسلم ٢/٦٦٩، مرجع سابق.