... فلنتتبع هذا الوصف القرآني (١) لتلقي جبريل - عليه السلام - الوحي القرآني من الله - عز وجل - (٢)، وكيفية نزوله إلى النبي - ﷺ - :
١- يسمع من الله - سبحانه وتعالى - جبريل - عليه السلام - الوحي الذي ينزل به: كما في حديث النواس بن سمعان السابق (٣)، وفيه(فينتهي جبريل إلى حيث أُمر من سماء أو أرض). وجبريل - عليه السلام - هو الذي يُلقي على النبي - ﷺ - الوحي القرآني، وهو أمين الوحي في السماء والأرض، ورسول الله - عز وجل - إلى رسله من البشر.
٢- وهو معلم النبي - ﷺ - ذي الصفات البالغة في قدرة حاملها على أداء هذه الرسالة على أتم وجه وأحسنه، فليس مُعَلِّم النبي - ﷺ - مخلوقاً عادياً بل لقد علم النبي - ﷺ - ﴿ شَدِيدُ الْقُوَى(٥)ذُو مِرَّةٍ ﴾ "النجم/٥-٦" وقد تقدمت صفاته (٤).
٣- لكن أبرز صفاته التي يشار إليها في هذا المقام -إذ أظهر الغَفَلَةُ تعجبهم من اتصال الملأ الأعلى بالبشر، وسرعة وصول الرسول السماوي إلى الرسول البشري مع وجود هذه المسافات الهائلة بينهما-أنه ﴿... شَدِيدُ الْقُوَى(٥) ذُو مِرَّةٍ... ﴾، وقد تقدم شرحها (٥).

(١) ففيه كما قال في التحرير والتنوير (٢٧/٩٥): "تمثيل لأحوال عجيبة بأقرب ما يفهمه الناس؛ لقصد بيان إمكان تلقي الوحي عن الله تعالى؛ إذ كان المشركون يحيلونه، فبين لهم إمكان الوحي بوصف طريق الوحي إجمالاً وهذه كيفية من صور الوحي".
(٢) وقد أعرض البحث عن الأقوال الواردة في كيفية تلقي الملك للوحي، لأنها محض تخمين في أمر غيبي، لا يظهر فيه للتحقيق العلمي أثر إلا بالتسليم لظاهر النصوص الدالة على السماع....
(٣) انظر: الفصل الأول-المبحث الثالث.
(٤) انظر: الفصل الأول- المبحث الثاني.
(٥) انظر: الفصل الأول- المبحث الثاني.


الصفحة التالية
Icon