تجنيس القلب: وهو أن يختلفا في ترتيب الحروف نحو: ﴿ فرقت بين بني إسرائيل ﴾.
تجنيس الإشتقاق: وهو أن يجتمعا في أصل الاشتقاق ويسمى المقتضب نحو ﴿ فروح وريحان ﴾ ﴿ فأقم وجهك للدين القيم ﴾ ﴿ وجهت وجهي ﴾.
تجنيس الإطلاق: وهو أن يجتمعا في المشابهة فقط كقوله: ﴿ وجنى الجنتين ﴾ ﴿ قال إني لعملكم من القالين ﴾ ﴿ ليريه كيف يواري ﴾ (١).
(٢)
السجع
السجع هو: توافق الفاصلتين في الحرف الأخير.
والفاصلة: آخر كلمة في الآية، كقافية الشعر وقرينة السجع.
وسميت فاصلة لأنها تفصل ما بعدها عما قبلها.
وتقع الفاصلة عند الاستراحة في الخطاب لتحسين الكلام بها، وهي الطريقة التي يباين بها القرآن سائر الكلام.
أما تسميتها فاصلة فلقوله تعالى: ﴿ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً ﴾ ولم يسموها أسجاعا لما يلي:
لأن أصله من (سَجَع الطير) فشرف القرآن الكريم أن يستعار لشيء فيه لفظ هو أصل فى صوت الطائر.
لأجل تشريفه عن مشاركة غيره من الكلام الحادث في اسم السجع الواقع في كلام آحاد الناس.
لأن القرآن من صفات الله عز وجل؛ فلا يجوز وصفه بصفة لم يرد الإذن بها وإن صح المعنى.
ثم فرقوا بين السجع والفاصلة فقالوا: السجع هو الذي يقصد في نفسه ثم يحيل المعنى عليه، والفواصل التي تتبع المعاني ولا تكون مقصودة في نفسها.
ويمتنع استعمال القافية في كلام الله تعالى، لأن الشرع لما سلب عنه اسم الشعر وجب سلب القافية أيضا عنه، لأنها منه وخاصة به في الاصطلاح(٢).
والسجع ثلاثة أقسام:
السجع المطرف: وهو ما اختلفت فاصلتاه في الوزن واتفقتا في التقفية كقوله تعالى: ﴿ َّما لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً{١٣﴾ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً﴿١٤﴾ }.

(١) انظر الإتقان ٢/٢٤٤، وجواهر البلاغة ٤٢٤، وروض البيان ٦٤
(٢) البرهان ١/٥٣


الصفحة التالية
Icon