السجع المرصع: وهو ما اتفقت فيه ألفاظ إحدى الفقرتين أو أكثرها في الوزن والتقفية، كقول الحريري: "هو يطبع الأسجاع بجواهر لفظه، ويقرع الأسماع بزواجر وعظه" وسيأتي.
السجع المتوازي: وهو أن تتفق الفاصلتان وزنا وتقفية كقوله تعالى: ﴿ فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ{١٣﴾ وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ﴿١٤﴾ } لاختلاف "سرر" و "أكواب" وزنا وتقفية، ونحو قوله تعالى: ﴿ وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفاً{١﴾ فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً﴿٢﴾ } لاختلاف المرسلات والعاصفات وزنا فقط(١).
والفاصلة مبنية على الوقوف أي على السكون، ومن ثم قوبل المرفوع بالمجرور وبالعكس، وكذا المفتوح والمنصوب بالمنون
كقوله تعالى: ﴿ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ{١١﴾ } مع أنه تقدم: ﴿ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ{١٠﴾ } (٢).
وأحسن السجع ما تساوت فقره نحو: ﴿ فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ{٢٨﴾ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ﴿٢٩﴾ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ﴿٣٠﴾ }.
ثم ما طالت فقرته الثانية كقوله تعالى: ﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى{١﴾ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى﴿٢﴾ }.
ثم ما طالت ثالثته كقوله تعالى: ﴿ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ{٥﴾ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ﴿٦﴾ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ﴿٧﴾ }
ولا يحسن عكسه، بأن يؤتى في السجع بفقرة أقصر مما قبلها كثيرا، لأن السجع إذا استوفى أمده من الأولى لطولها، ثم جاءت الثانية أقصر منها، يكون كالشيء المبتور(٣).
ويرد التسجيع تارة قصيرا وتارة طويلا وتارة على جهة التوسط:
التسجيع القصير: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ{١﴾ قُمْ فَأَنذِرْ﴿٢﴾ }.

(١) جواهر البلاغة ٤٣٣
(٢) انظر روض البيان ٧٠
(٣) جواهر البلاغة ٤٣٣


الصفحة التالية
Icon