نظم القرآن نظم سام حيوي مشرق بليغ، وهذا النظم يجمع العناصر الأربعة السابقة: الألفاظ، ومعانيها، وإيقاعها، وصورها(١).
وستجد في هذا الكتاب ما يطلعك على كثير من جوانب وأمثلة هذه العناصر، والتي ستلمس من خلالها روعة وجمال البيان القرآني.
الفصل الأول
الحقيقة والمجاز
المبحث الأول: التعاريف:
الحقيقة هي: استعمال اللفظ فيما وضع له، كالأسد إذا أريد به الحيوان المفترس.
المجاز هو: استعمال اللفظ في غير ما وضع له لعلاقة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي.
العلاقة هي: المناسبة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي، وقد تكون المشابهة بين المعنيين وقد تكون غيرها فإذا كانت العلاقة المشابهة فالمجاز استعارة وإلا فهو مجاز مرسل.
القرينة: هي المانع من إرادة المعنى الحقيقي.
إذن يكون اللفظ مجازا بشيئين:
أن يكون منقولا عن معنى وضع اللفظ بإزائه أولا، وبهذا يتميز عن اللفظ المشترك.
أن يكون ذلك النقل لمناسبة بينهما وعلاقة، ولذلك لا توصف الأعلام المنقولة بأنها مجازات، كتسمية الرجل بالحجر.
فإذا تحقق الشرطان سمي مجازا كتسمية المزادة "راوية" وهي اسم للبعير الذي يحملها في الأصل.
المبحث الثاني: أنواع المجاز
ينقسم المجاز إلى : مجاز مفرد، ومجاز عقلي، ومجاز مركب.
المطلب الأول: المجاز المفرد:
ينقسم المجاز المفرد إلى: مجاز مرسل واستعارة.
أ- المجاز المرسل: هو الكلمة المستعملة قصدا في غير معناها الأصلي لملاحظة علاقة غير المشابهة مع قرينة دالة على عدم إرادة المعنى الوضعي وله علاقات كثيرة منها: