الكلية: هي كون الشيء متضمنا للمقصود ولغيره وذلك فيما إذا ذكر لفظ الكل وأريد منه الجزء نحو: ﴿ يجعلون أصابعهم في آذانهم ﴾ أي أناملهم، لأن في ذكر الأصابع من المبالغة ما ليس في ذكر الأنامل (١)، إشعارا بما في نفوسهم من الرغبة بإدخال كل أصابعهم في آذانهم حتى لا يصل إليها الصوت الشديد المميت الذي تحدثه الصواعق(٢).
الجزئية: هي كون المذكور ضمن شيء آخر، وذلك فيما إذا ذكر لفظ الجزء وأريد منه الكل كقوله تعالى: ﴿ فتحرير رقبة مؤمنة ﴾.
وفائدة هذا الإطلاق المجازي الإيجاز في التعبير من جهة، لأن الرقبة تكون بعض كل من الذكر والأنثى، والغشارة إلى أن الأرقاء كانوا يغلون في أعناقهم، فإذا أعتقوا حرروا من هذه الأغلال(٣).
السببية: وهي كون الشيء المنقول عنه سببا ومؤثرا في غيره، وذلك فيما إذا ذكر لفظ السبب وأريد منه المسبب نحو: ﴿ ما كانوا يستطيعون السمع ﴾ أي القبول والعمل به، لأنه مسبب عن السمع، فهنا أراد أنهم لفرط تصامّهم عن استماع الحق وكراهتهم له كأنهم لا يستطيعون السمع(٤)، لأنهم لو سمعوا ووعوا لاهتدوا، لأن الكلام المسموع مشتمل على تركيب الأدلة ونتائجها فسماعه كاف في حصول الاهتداء(٥).
المسببية: هي أن يكون المنقول عنه سببا وأثرا لشيء آخر، وذلك فيما إذا ذكر لفظ المسبب وأريد منه السبب نحو: ﴿ وينزل لكم من السماء رزقا ﴾ أي مطرا يسبب الرزق.
وفائدة هذا المجاز الدلالة على المعنيين مع كمال الإيجاز.
المحلية: أي تسمية الشيء باسم ما يحل في ذلك الشيء، نحو: ﴿ فليدع ناديه ﴾ أي فليدع أهل ناديه الحال فيه وهو المجلس.
وفائدة هذا المجاز مع الإيجاز إرادة التعميم، لأن النادي يحوي كل أهله، وإرادة أنصاره المصطفين، لأن الإنسان يصطفي لناديه الخاص أخلص المخلصين له الذين يدافعون عنه بصدق.
(٢) البلاغة العربية للميداني ٢/٢٧٦
(٣) البلاغة العربية للميداني ٢/٢٧٦
(٤) السابق ١/٥٤٠
(٥) التحرير والتنوير ١/٢٠٩٤