ومنه: ﴿ خذوا زينتكم عند كل مسجد ﴾ أي عند كل صلاة(١).
اعتبار ما يكون: نحو قوله تعالى حكاية: ﴿ إني أراني أعصر خمرا ﴾.
أي: أعصر عنبا ليكون فيما بعد خمرا.
وفائدة هذا المجاز الإيجاز، وهو من الأغراض البلاغية الكبرى، فبدل أن يقول: إني أراني أعصر عنبا ليكون في المستقبل خمرا، قال: إني أراني أعصر خمرا(٢).
اعتبار ما كان: نحو قوله تعالى: ﴿ وآتوا اليتامى أموالهم ﴾ أي: الذين كانوا يتامى.
وفائدة هذا الإطلاق الإيجاز من جهتين:
الأولى: أن لفظ اليتامى يطلق على المذكر والمؤنث.
الثانية: أن إطلاق هذا اللفظ مجازا يغني عن عبارة طويلة يقال فيها: وآتوا الذين كانوا يتامى فبلغوا رشدهم أموالهم(٣).
ب- الاستعارة:
سمي هذا النوع من الكلام استعارة، لأن الاستعارة المجازية مأخوذة من العارية الحقيقية، وهي أن يستعير بعض الناس من بعض شيئا من الأشياء ولا يقع ذلك إلا من شخصين بينهما معرفة ما تقتضي استعارة أحدهما من الآخر شيئا.
وإذا لم يكن بينهما سبب معرفة بوجه من الوجوه فلا يستعير أحدهما من الآخر شيئا، إذ لا يعرفه حتى يستعير منه.
وهذا الحكم جار في استعارة الألفاظ بعضها من بعض، فالمشاركة بين اللفظين في نقل المعنى من أحدهما إلى الآخر كالمعرفة بين الشخصين في نقل الشيء المستعار من أحدهما إلى الآخر(٤).
وقد استقر تعريف الاستعارة بأنها: تشبيه حذف أحد طرفيه، فعلاقته المشابهة.
فهي ليست إلا تشبيها مختصرا لكنها أبلغ منه كقولك: "رأيت أسدا في المدرسة"، فأصل الاستعارة "رأيت رجلا شجاعا في المدرسة" فحذفت المشبه "رجل" والأداة "الكاف" ووجه التشبيه "الشجاعة" وألحقته بقرينة "المدرسة" لتدل على أنك تريد بالأسد شجاعا.
وهي قسمان:
(٢) السابق
(٣) السابق
(٤) المثل السائر١/٣٤٧