تصريحية: وهي ما صرح فيها بلفظ المشبه به، كقوله تعالى: ﴿ لتخرج الناس من الظلمات إلى النور ﴾ فيقصد بالظلمات الضلال لتشابههما في عدم اهتداء صاحبهما، وبالنور الإيمان لتشابههما في اهتداء صاحبيهما.
فالظلمات والنور استعارة للكفر والإيمان، أو للضلال والهدى والمستعار له مطوي الذكر، كأنه قال: لتخرج الناس من الكفر الذي هو كالظلمة إلى الإيمان الذي هو كالنور(١).
ومثله قوله تعالى: ﴿ وأنزلنا إليكم نورا مبينا ﴾
وقوله تعالى: ﴿ اهدنا الصراط المستقيم ﴾ أي الدين الحق لتشابههما في أن كلا يوصل إلى المطلوب.
مكنية: وهي ما حذف فيها المشبه به ورمز له بشيء من لوازمه.
كقوله تعالى: ﴿ واشتعل الرأس شيبا ﴾ طوى ذكر المشبه به وهو النار، ودل عليه بلازمه وهو الاشتعال.
وقوله تعالى: ﴿ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ ﴾ [النحل: ١١٢]شبه ما يدرك من أثر الضرر والألم بما يدرك من طعم المرّ، فأوقع عليه الإذاقة.
وقوله تعالى: ﴿ جدارا يريد أن ينقض ﴾ شبه ميلانه للسقوط بانحراف الحي فأثبت له الإرادة التي هي من خواص العقلاء(٢).
المطلب الثاني: المجاز العقلي:
وهو إسناد الفعل أو ما في معناه من اسم فاعل أو اسم مفعول أو مصدر إلى غير ما هو له في الظاهر من المتكلم لعلاقة الملابسة مع قرينة تمنع من أن يكون الإسناد إلى ما هو له نحو:
- قوله تعالى: ﴿ وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا ﴾ نسبت الزيادة وهي فعل الله إلى الآيات لكونها سببا لها.
- قوله تعالى: ﴿ يذبح أبناءهم ﴾ ﴿ يا هامان ابن لي ﴾ نسب الذبح وهو فعل الأعوان إلى فرعون، والبناء وهو فعل العملة إلى هامان لكونهما آمرين به.
- قوله تعالى: ﴿ يوما يجعل الولدان شيبا ﴾ نسب الفعل إلى الظرف لوقوعه فيه
- قوله تعالى: ﴿ عيشةٍ راضية ﴾ أي مرضية.
المطلب الثالث: الاستعارة التمثيلية (المجاز المركب):
(٢) روض البيان.