أيها الإخوة والأخوات! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ذكرنا أن هذا البيت شرفه الله جل وعلا منذ أن كان، ومن تشريف الله جل وعلا لهذا البيت أن أحاطه بحفظه، فصد عنه أبرهة، ومعلوم أن النبي - ﷺ - لما بركت ناقته في عام الحديبية قال بعض الصحابة: خلأت القصواء، أي: ناقته عليه الصلاة والسلام، فقال عليه الصلاة والسلام: (ما خلأت القصواء وليس ذلك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل). وهذا كله فيه إشارة إلى البيت؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام بعدها: (والله لا يسألون شيئاً يعظمون به البيت إلا أعطيتهم إياه). ونذكر هنا بعض الأحداث التاريخية التي صاحبت بناء البيت في عهد النبي - ﷺ - قبل بعثته، فهنا أرادت قريش أن تعيد بناء البيت؛ كما في الأخبار المشهورة بعد أن جرفت السيول أكثره، فأرادوا هدم باقيه لتجديد البناء. فيقال تاريخياً: إن أول من بدأ بنقض أحجار البيت الوليد بن المغيرة، فقد أتى حافياً وقال: اللهم إنك تعلم أنا لا نريد به أذى، وانظر إلى أدبه مع البيت، ثم انظر إلى الكبر والحسد ماذا يصنعان؟ فإنه لما بعث النبي - ﷺ - أبى أن يسجد لله، وكان رجلاً مقبولاً من قومه، وهذا هو الذي قال الله فيه: ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا [المدثر: ١١].


الصفحة التالية
Icon