فالمقصود: أن قريشاً هدمت البيت؛ بسبب أن السيول جرفت أكثره، فاختارت طيب أموالها وبدأت في بناء المبيت، لكن تلك الأموال الطيبة قصرت ولم تستوف تكلفة البناء، فبنوا القواعد الجنوبية على قواعد إبراهيم، وهما الركن اليماني والركن الذي فيه الحجر الأسود، وأما الركنان الشاميان فلم يستطيعوا بناءهما على قواعد إبراهيم، فأصبح ما يسمى الآن بحجر إسماعيل، وهو غير صحيح، فليس لإسماعيل علاقة به. وهذا الحجر أصبح يدل على مكان البيت القديم أيام إبراهيم، هذا بناء قريش للكعبة، وهو نفس البناء الذي تدخل فيه النبي - ﷺ -، ووضع الحجر فيه.
بناء عبد الله بن الزبير للبيت على قواعد إبراهيم
ثم لما من الله على الأمة وبعث النبي - ﷺ - وكان عام الفتح قال عليه الصلاة والسلام لعائشة :(لولا أن قومك حديثو عهد بكفر لهدمت الكعبة ولجعلت لها بابين ولأدخلت فيها الحجر). وأمهات المؤمنين قال الله لهن: وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ [الأحزاب: ٣٤] ؛ لأنهن كن في بيت النبوة، فعائشة رضي الله عنها حفظت هذا الخبر، والإنسان - جبلة - يحب قرابته، ولما آل الأمر بالحجاز إلى عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنهما أخبرته خالته عائشة بالخبر، فبدهي أن ينقض البيت ويدخل فيه ما يسمى الآن حجر إسماعيل ويجعل له بابين. ثم قدر لعبد الله بن الزبير أن يقتل على يد الحجاج بن يوسف عامل بني أمية في الحجاز بأمر من عبد الملك بن مروان، وأخبار الحجاج معروفة.
هدم الحجاج بن يوسف للبيت