لما آل الأمر للحجاج تدخلت أصابع السياسية هنا، وكان كل يريد أن يضع من الآخر، ولم يكن الحجاج محباً لعبد الله، ولو تركه لذكر في التاريخ وخلد فعل عبد الله بن الزبير، فهدم الكعبة وردها كما كانت على عهد النبي - ﷺ -، وحتى الباب الثاني الذي فتحه عبد الله بن الزبير أعاد إقفاله، والآن الذي يأتي البيت مثلاً أيام الحج يجدها مرتفعة، وإذا تجاوز الحجر يجد رسم الباب واضحاً لو دقق واستصحب أصلاً أن هناك باباً موازياً للباب الأساسي إلا قليلاً، فيجد الباب واضحاً في البناء القديم.
استشارة أبي جعفر المنصور للإمام مالك في إعادة بناء البيت
فالمقصود: أن الحجاج هدم الكعبة وأعاد بنائها كما كانت. يقول المؤرخون: فلما جاءت خلافة أبي جعفر المنصور المؤسس الثاني لدولة بني العباس أراد أن يهدم الكعبة، وقدر له أن يستشير العلماء، وهذه مصلحة كبرى بأن ولي الأمر يكون له تواصل بأهل العلم كما هو الحال في بلادنا، فبعث إلى مالك رحمه الله، فقال مالك : أخشى أن يكون بيت الله بعدك ألعوبة للملوك، هذا يزيد فيه وهذا ينقص منه، فدعه على ما هو عليه، فبقي البيت في ظاهره على ما هو عليه إلى يومنا هذا. وهذا أعظم ما يمكن أن يقال من أحداث تاريخية. ومن الأحداث التاريخية التي مر بها البيت: قضية القرامطة والحجر، ولكن نؤجل الحديث عن القرامطة والحجر حتى يأتي الحديث عن الحجر نفسه، لكن هذه مسيرة البيت وبنائه عبر التاريخ إلى يومنا هذا.
معنى إضافة البيت إلى الله عز وجل


الصفحة التالية
Icon