فإذا احتج علينا أحد وقال: إن النبي - ﷺ - لم يفعله، قلنا: إن النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن له ولد آنذاك، وسنن الأنبياء نص الله عليها في القرآن، ولا تحتاج منا إلى استصحاب رأي أحد، فهي حجة في نفسها، قال تعالى: أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ [الأنعام: ٩٠]. فإذا كان هذا أمراً للنبي - ﷺ - فكيف بأتباع النبي - ﷺ -.
والمقصود: أن الدعاء من أعظم ما ترفع به الأعمال، وبه تقبل: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ [الشورى: ٢٥]. إلى غيرها من الآيات التي تشعر أن الإنسان يكون قريباً من ربه إذا دعاه وتضرع إليه، وكلما كان ذلك في مكان فاضل وبقلب منكسر وبصوت خفي كان أدنى من ربه وأقرب إلى إجابة دعوته.
بيان سبب الإشارة إلى الإسلام عند ذكر إبراهيم عليه السلام


الصفحة التالية
Icon