الملقي: الآية التي معنا في هذه الحلقة هي قوله تعالى: فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ [آل عمران: ٩٧]. فهل المقصود هو المسجد الحرام أم ماذا؟ الشيخ: الآية التي قبلها: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ [آل عمران: ٩٦-٩٧]. فالكعبة والمسجد الذي حولها هو المقصود ببيت الله الحرام، بدليل أن الله قال: مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ [آل عمران: ٩٧]. فمقام إبراهيم يقيناً ليس من الكعبة، فهذا دليل على أن المقصود بها المسجد.
من الآيات البينات في الكعبة الحجر الأسود
كيفية تعظيم الحجر الأسود
أما أعظم الآيات فالحجر الأسود. والآية في اللغة: العلامة، ولها معاني أكثرها في القرآن الكريم، كقوله جل وعلا: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً [البقرة: ٢٤٨] أي: لعبرة. لكن هنا (آيات بينات) أي أمور تلفت الأنظار غير ما تعارف الناس عليه، فالحجر في أصله علامة قسوة، لكن هذا الحجر من دلائل احترامه شرعاً، أن النبي - ﷺ - قبله، وبدأ به في الطواف من دون أركان الكعبة كلها، على هذا نحرر المسألة على النحو التالي: نستصحب قول الله جل وعلا: وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ [الحج: ٣٢]. فشعائر الله يجب أن تعظم، هذا عموم، والسؤال المطروح هنا علمياً، كيف تعظم؟ لا سبيل إلى معرفة كيفية تعظيمها إلا بمعرفة كيف تعامل النبي - ﷺ - معها، وإذا جاء سيل الله بطل سيل معقل، والدين يؤخذ عن أنبياء الله ورسله، ونحن مطالبون بالاقتداء بنبينا - ﷺ -.