ثم إنه - ﷺ - أتى مكة فطاف بالبيت طواف الإفاضة المقصود بقول الله تعالى: وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ [الحج: ٢٩] وقد أجمع العلماء على أنه ركناً من أركان الحج لا يتم الحج إلا به. وقد جاءت روايتان: رواية تقول: إنه صلى الظهر في مكة، ورواية تقول: إنه صلى الظهر في منى، وبعض العلماء يجمع بينهما فيقول: صلى الظهر في مكة ثم أعاد الصلاة في منى حتى يأتم به من لم يصل. بهذا يكون - ﷺ - قد أدى أعمالاً أربعة، هذه الأعمال الأربعة هي التي يظن أنها سبب في تسمية يوم العيد بيوم الحج الأكبر. ولم يسع - ﷺ - مما يدل على أنه كان قارناً، وليس على القارن إلا سعي واحد، وكان عليه الصلاة والسلام قد سعى أول ما قدم؛ أي سعى بعد طواف القدوم. والسعي يكون على المتمتع.
قوله تعالى: (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس)


الصفحة التالية
Icon