وقد جمعت المصنفات في الوقف والابتداء وتتبعت ما ذكره أصحاب الرسائل الجامعية في هذا وزدت عليه قريبا من الضعف وسأخرجه إن شاء الله تعالى مع كتاب جامع في الوقف والابتداء مبينا فيه -بحسب ما عثرت عليه - المطبوع من المخطوط من غيره.
وقد ثبت بما تقدم أن مراعاة الوقوف في القرآن الكريم، مما تدل الأدلة على أهميته ؛ وأما تقدير الموقوف عليه بالتام، و الكافي، و الحسن، والقبيح، ونحو ذلك من الألقاب الاصطلاحية، فهو جائز بناء على ما تقدم من ثبوت مراعاة الشرع للوقوف، وينبني على ذلك تقدير العلماء لمواضع الوقوف، ووصفهم لها بوصف مناسب للحال، إذ لا مشاحة في الاصطلاح ما لم يمنع منه مانع صحيح، ولذا اختلفوا في هذه الاصطلاحات اختلافا مشهورا، و لكنهم اتفقوا على أهمية معرفة القارئ مواضع الوقوف، وتحريه الوقف على ما لا يخل بالمعنى.
ولولا أني جعلت هذه الرسالة متعلقة بحكم الوقف على رؤوس الآي لفصلت القول في أقسام الوقف عند علمائنا رحمهم الله. (١)
عبارات منقولة عن السلف في الوقف
وقد جاء عن السلف رحمهم الله عبارات في الوقف على بعض الآيات، من ذلك قول الشعبي :( إذا قرأت :( كلّ من عليها فان ) ( (٢) )، فلا تسكت حتى تقرأ
( ويبقى وجه ربك ذو الجلل والإكرام ) ( (٣) ) ).
وقد صححه عن الشعبي الإمام ابن الجزري ( (٤) ).
وقال أبونهيك الأسدي ( (٥) ) رحمه الله تعالى :( إنكم تصلون هذه الآية وإنها مقطوعة :

(١) فصلت القول في ذلك في رسالة لي في أثر الوقف على التفسير.
(٢) الرحمن – ٢٦
(٣) الرحمن – ٢٧
(٤) رواه ابن أبي حاتم كما في : الدر المنثور ٦ / ١٤٣ وينظر النشر ١ / ٢٢٥
(٥) عثمان بن نهيك تابعي مقرئ روى عن ابن عباس رضي الله عنهما و لشهرتة بالكنية يجعله بعض الحفاظ ممن لا يعرف إلا بكنيته و لا يعرف اسمه : ثقات ابن حبان ٥ / ٥٨٢ والكاشف رقم ( ٣٧٤٥ ) وتهذيب التهذيب ٧ / ١٥٦.


الصفحة التالية
Icon