( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ) ( (١) ) فانتهى علمهم إلى قولهم الذي قالوا ) اهـ. ( (٢) )
ومراده أن الوقف تام على :( وما يعلم تأويله إلا الله ). ثم يبتدأ ( والراسخون في العلم يقولون آمنا به ). فهم لا يعلمون تأويل المتشابه ولكنهم يكلون علمه إلى الله تعالى (٣)، وعليه فالواو لاستئناف خبر عن الراسخين في العلم وليست عاطفة. والراسخون على هذا :( مبتدأ ) خبره :( يقولون آمنا به ). والقول بأن الرسخين في العلم لا يعلمون تأويل المتشابه هو الصحيح، وهو مروي عن أبي بن كعب رضي الله عنه وعبد الله بن مسعود وعائشة وعبد الله بن عباس في رواية طاوس عنه (٤)

(١) من قوله تعالى :( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الْأَلْبَابِ) (آل عمران: ٧).
(٢) تفسير الطبري ٣ / ١٨٣ والدر المنثور : ٢ / ٧. وسيأتي إن شاء الله الكلام عليها مفصلا.
(٣) سأفصل القول هنا في هذا الوقف لأهميته و شهرته.
(٤) ينظر : الإيضاح في الوقف والابتداء لابن الأنباري ٢ / ٥٦٨ و تفسير الطبري : ٣ / ١٧٥ –
١٨٣ و القطع والائتناف لابن النحاس ٢١٢ – ٢١٣ وتفسير البغوي ٢ / ١٠ وزاد المسير ١/ ١٨٧ وتفسير القرطبي ٢ / ٢٨٧. وسيأتي في القول الثاني الكلام على رواية مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما


الصفحة التالية
Icon