و قول أكثر العلماء- وهو أن الوقف على لفظ الجلالة.. - أصح، وهذا القول يؤيده ظاهر النظم القرآني، و الأدلة التي تقدمت عند ذكره قوية، ولو لم يكن فيها إلا القراءات الثابتة عن الصحابة لكان فيها دلالة قوية على ترجيحه، فكيف وقد انضاف إلى ذلك غيرها مما تقدم، هذا مع أنه لم يثبت عن الصحابة غيره.
ورواية مجاهد عن ابن عباس معارضة برواية طاووس وهي أصح كما قاله السيوطي ( (١) ) بل حكى الإمام أبو المظفر السمعاني( (٢) ) أن الصحيح رواية طاووس وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك. ولكن الراجح أنها صحيحة لأن ابن أبي نجيح ثقة و إن كان سمعه من القاسم بن أبي بزة، فالقاسم ثقة أيضا (٣)، فقد علمنا الواسطة بينه وبين مجاهد في التفسير، فيكون قد دلسه عن القاسم بن أبي بزة، فإن ابن أبي نجيح معدود في المدلسين كما تقدم، لكننا في هذا الموضع نرجح رواية طاووس إذ لم يكتنفها ما اكتنف رواية مجاهد من طريق ابن أبي نجيح ويزاد على هذه الأدلة، ما ورد عن النبي ﷺ ففي الصحيحين عن النبي ﷺ من رواية عائشة رضي الله عنها قالت :
(٢) أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني الإمام تقدم صـ٨١
(٣) القاسم بن أبي بزة واسمه نافع ويقال يسار ويقال نافغ بن يسار المكي أبو عبد الله ويقال أبو عاصم القارئ مولى عبد الله بن السائب المخزومي قيل إن أصله من همذان روى عن أبي الطفيل وسعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة وعنه ابن جريج وشعبة وجمع. وثقه ابن معين والعجلي والنسائي. وروى له الجماعة : ت : ١١٤ هـ وقيل ١١٥ هـ وقيل : ١٢٥ هـ. قال المزي :( والأول أصح ) ا هـ. ( الجرح والتعديل ٧ / الترجمة ٦٩٧ و تهذيب الكمال : ٢٣ / ٣٣٨ والكاشف : ٤٥٠٣ وفي التقريب : ثقة :( ٢ / ١١٦ )