( تلا رسول الله ﷺ هذه الآية :﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الْأَلْبَابِ) (آل عمران: ٧) ﴾ قالت قال رسول الله ﷺ :
( فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذرهم ) اهـ ( (١) )
فهذا الحديث دال على ذم متبعي المتشابه كالآية ( (٢) ).
وذلك يدل على مدح من فوضوا علم المتشابه إلى الله تعالى، وقد توسع السيوطي رحمه الله تعالى، بعض التوسع في ذكر أحاديث، وآثار بهذا المعنى تراجع في كتابه، وهي دالة كهذا الحديث على ترجيح قول الجماهير. ( (٣) )
ومعلوم أن القائلين من أهل السنة والجماعة بالقول الآخر، لا يقصدون بعلم الراسخين للمتشابه أنهم يعلمون ما استأثر الله بعلمه كوقت قيام الساعة ونحو ذلك. ولكن يبقى أمور من المتشابه عند بعض العلماء كالحروف المقطعة، وبعض الآيات المتعارضة في الظاهر التي يختلفون في الجمع بينها ولا يوجد مرجح ينقطع به النزاع، ونحو ذلك.
(٢) فتح الباري الموضع السابق والإتقان ٢ /٣
(٣) الإتقان ٢ /٣ –٤.