٣- أن المحكم ما علم العلماء تأويله، وفهموا معناه، والمتشابه ما لم يكن إلى علمه سبيل مما استأثر الله بعلمه دون خلقه. وهذا رواه الطبري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ورجحه وبه قال الشعبي و سفيان الثوري وغيرهم. و من أمثلة هذا، وقت قيام الساعة، و ووقت خروج يأجوج ومأجوج والدجال وعيسى، والحروف المقطعة في أوائل السور، ونحو ذلك.
وقد روي : أن اليهود طمعوا أن يعرفوا من قبل الحروف المقطعة التي في أوائل بعض السور مدة الإسلام وأهله ويعلموا نهاية أجل محمد و أمته. ورجحه القرطبي وقال :( هذا أحسن ما قيل في المتشابه ).
٤- أن المحكم ما أحكم الله بيان حلاله وحرامه فلم تشتبه معانيه، والمتشابه ما تشتبه معانيه وهذا قول مجاهد.
٥- أن المحكم ما لم يحتمل من التأويل إلا وجها واحدا، والمتشابه ما احتمل من التأويل أوجها، قاله محمد بن جعفر بن الزبير وعبارته في تفسير الطبري :( منه آيات محكمات فيهن حجة الرب وعصمة العباد ودفع الخصوم والباطل، ليس لها تصريف ولا تحريف عما وضعت عليه، وأخر متشابهة في الصدق لهن تصريف وتحريف وتأويل ابتلى الله فيهن العباد كما ابتلاهم في الحلال والحرام لا يصرفن إلى الباطل ولا يحرفن عن الحق ) (١).
و هو قول ابن الأنباري (٢) و أبي الحسن الكرخي من الحنفية (٣) و أبي بكر الجصاص الحنفي (٤) و الواحدي، (٥)وابن عطية (٦)، وقال :( إنه أحسن الأقوال ) اهـ.
٦- أن المحكم ما قام بنفسه ولم يحتج إلى استدلال، والمتشابه ما لم يقم بنفسه واحتاج إلى نظر واستدلال، وهذا القول اختاره ابن النحاس و قال :

(١) تفسير الطبري ٣ / ١٧٥
(٢) الوسيط للواحدي ١ / ٤١٣
(٣) حكاه عنه أبو بكر الجصاص ينظر : أصول الفقه للجصاص ١ / ٢٠٥
(٤) المصدر السابق
(٥) الوسيط ١ / ٤١٣
(٦) تفسير ابن عطية ١ / ٤٠٣


الصفحة التالية
Icon